العسل
عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
إن أخي يشتكي بطنه ، فقال صلى الله عليه و سلم : اسِقه عَسَلاً . ثم أتاه
الثانية فقال : اسقِه عَسَلاً . ثم أتاه الثالثة فقال : اسقِه عَسَلاً .
ثم أتاه فقال : فعلت ، فقال صلى الله عليه و سلم : " صَدَقَ الله و كذبت
بَطنُ أخيك " . فسقاه فبرأ . أخرجه الشيخان و مسلم و اللفظ للبخاري في
الطب 5684
وقع في رواية ثانية : هذا ابن أخي يشتكي بطنه ،
ولمسلم في صحيحه : " قد عرب بطنه ، بالعين المهملة و الراء المكسورة ، أي
فسد هضمه لاعتلال المعدة ، و وقع في رواية مسلم : فسقاه ثم جاء ، فقال :
إني سقيته فلم يزدد إلا استطلاقاً .
وقد ثبت علمياً أن العسل يبيد
الجراثيم و يقضي عليها ، و قد أجرى الطبيب الجراثيمي ( ساكيت ) اختباراً
علمياً عن أثر العسل في الجراثيم ، فقام بزرع جراثيم مختلف الأمراض في
مزارع العسل الصافي ، و لبث ينتظر ، فأذهلته النتيجة المدهشة ، فقد ماتت
جميع الجراثيم و قضي عليها ، فقد ماتت جراثيم الحمى النمشية ( التيفوس )
بعد 48 ساعة ، و جراثيم الحمى التيفية بعد 24 ساعة ، و جراثيم الزحار
العصري قضي عليها تماماً بعد عشر ساعات ... ، و هذا ما جعل الطبيب ظافر
العطار و الأستاذ سعيد القربي يذهبان في مقالة بعنوان : ( العسل ينقذ
الإنسان من جراثيمه الممرضة ) في مجلة طبيبك عدد تشرين 1970 غلى القول :
إن قول ( ساكيت ) إن جراثيم الزحار قد قضي عليها بعد عشر ساعات فقط ، قد
يعطينا فهماً جديدياً للحديث النبوي _ الذي سبق ذكره ( فاستطلاق البطن (
الإسهال ) يمكن أن يكون بسبب الزحار ، و تجربة ( ساكيت ) أثبتت أن العسل
يقضي على جراثيمه [ مجلة العلم عدد 21 ، ص 62 - 63 ] .
وبهذا ظهر
عَلَم جديد من أعلام نبوته عليه الصلاة و السلام ، و وجه جديدي من إعجاز
سنته ، فهذه الحقائق العلمية ما عرفها العلماء إلا في العصر الحاضر .
أجمعوا على أن العسل يصلح لعلاج كثير من الأمراض فقد اعتُمد عليه كمادة
مضادة للعفونة و مبيدة للجراثيم في أحدث مجالات الطب الحديث لحفظ الأنسجة
و العظام و القرنية أشهراً عديدة ، و استعمالها حين الحاجة إليها في جراحة
التطعيم و الترميم .
كما أظهرت الدراسات الحديثة الفرق الشاسع بين
السكر العادي و العسل في مجال التغذية و خصوصاً للأطفال ، فالسكاكر
المصنعة من العسل لا تُحدث نخراً و لا تسبب نمو الجراثيم [ انظر مقدمة
كتاب : العسل فيه شفاء للناس ، للطبيب محمد نزار الدقر ] .
المصدر : " الأربعون العلمية " عبد الحميد محمود طهماز - دار القلم